Q ما قولكم في إنسان قد هداه الله تعالى إلى الصراط المستقيم، ولكنه قد عاد إلى أصحاب السوء بقصد هدايتهم، علماً أنه ليس له حصيلة علمية في المجادلة؟
صلى الله عليه وسلم دعوة الناس إلى الخير مطلوبة, والمسلم يجب أن يكون إيجابياً في كل المواقف, لأن من لم يغز يُغزَ, فالإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يبقى صالحاً في نفسه غير داع للآخرين إلى الخير الذي هو فيه, فهو واهم، بل لا بد أن يصيبه مما عند الآخرين من شر, إن لم يبادرهم هو بتوجيههم ودعوتهم ونشر الخير بينهم, ولكن حين تشعر أن وجودك في هذا الوسط يعود عليك بالضرر الذي لا يساوي المصلحة المتحققة من ذلك، فعليك حينئذٍ من باب مقارنة المصالح والمفاسد وموازنتها؛ أن تتركهم وتبتعد عنهم, إنما لو رأيت أن بإمكانك أن تصاحب الطيبين والأخيار والصالحين معظم وقتك, ثم تمضي جزءاً من الوقت مع هؤلاء القوم؛ بغرض هدايتهم ودعوتهم والتأثير عليهم، وأنت صادق مع نفسك غير مخادع لها؛ ليست القضية أن تحب وتهوى مجالستهم، ثم تصور لك نفسك الأمارة بالسوء, هذا العمل بأنه بقصد الدعوة, لا, أنت صادق بأن قصدك دعوتهم حينئذٍ لا بأس بهذا العمل, بل هو أمر مطلوب.