Q فضيلة الشيخ! ما تقول في ازدواجية الصداقة, مع الصالحين تارة ومع الفاسقين تارة, فهو متذبذب, فما حكمه وما علاجه؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: يجب أن نعلم أن التذبذب من أصول النفاق, ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تميل إلى هذه تارة وتميل إلى هذه أخرى} , فإذا وجد إنسان يميل مع الصالحين تارة، ومع غيرهم أخرى، ففيه شبه أو شعبة من شعب النفاق, ولذلك على الإنسان أن يعالج نفسه ويجاهدها, والتذبذب يكون على أنواع: فهناك أناس تذبذبهم فطري, وهناك نوع من الازداوجية في شخصياتهم نتيجة لعوامل وراثية مثلاً, أو نتيجة تأثيرات تربوية في مرحلة الطفولة, أو لأسباب أخرى كثيرة , فتجد الإنسان بشخصيته ذا وجهين, يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه, بل أحياناً يكون إذا جلس مع الطيبين انبسط وارتاح ليس يجاملهم أو ينافقهم, وإذا ذهب مع ضدهم كذلك, فهذا الإنسان عليه أن يدرك أن العلاج يحتاج إلى جهد من نفسه، يعالج فيها أمراً عميقا ًفي قلبه, ويحتاج إلى بعض الأصدقاء الذين يحيطون به أن ينصحوه بذلك, وأن ينبهوه أولاً بأول على أخطائه المتعلقة بهذا الأمر, ويحرص على أن يحيطوه بجو طيب يعيد تشكيل شخصيته تشكيلاً صحيحاً قدر الإمكان.
وهناك نوع آخر من الازدواجية ليس بهذا العمق, وإنما هو ناتج عن أن الإنسان لم يجد أصدقاء طيبين في فترة من فترات حياته, فعاش في وسط غير طيب, وتعلق وترك هذا الوسط بعض الآثار في نفسه, فهذا النوع من الازدواجية أو التذبذب أمره أهون، ويتم بعملية الإبدال التي أشرت إليها, وهي طريقة نفسية صحيحة, أن يبدل الإنسان هؤلاء الأصدقاء بأصدقاء طيبين، ويحرص أيضاً على أن يرفع أصدقاءه الآخرين إلى المستوى المطلوب, ويمكن أن يستعين ببعض أصدقائه الصالحين في هذه المحاولة.