وثالثاً: معرفة هذه السنن الإلهية، تجعل المؤمن يجاري هذه السنن، وينتفع بها ويستفيد منها، فإن موافقة السنن الإلهية سبب للنجاح والفلاح، وإهمال هذه السنن أو الجهل بها سبب للدمار والبوار.
وقد قص الله علينا في كتابه أخبار أمم كثيرة، ممن استفادوا من هذه السنن، آمنوا بها وعرفوها وراقبوها ورصدوها، واغتنموا الانتفاع بها، فوهبهم الله تعالى النصر، والتمكين، والقوة، والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، كما قص علينا قصص أمم أخرى جهلت هذه السنن، أو عرفتها ولكنها لم تعمل بموجبها، فحقت عليها كلمة العذاب، فلم ينقذهم بعد ذلك ما كانوا فيه من قوة ونصر حينما بدأت عوامل الانحراف وعوامل الضعف تعمل فيهم عملها.