الاطمئنان إلى وعد الله بالنصر

أما ثانياً: فإن النظر إلى هذه السنن يهب المؤمن الاطمئنان إلى وعد الله تعالى بنصر المؤمنين والمسلمين والصادقين، وبالتدمير على الكافرين والفاسقين والمعاندين، فلا ييأس المؤمن؛ لأن عنده رسوخاً في إيمانه بأن المستقبل لهذا الدين.

إذاً معرفة هذه السنن تجعل المؤمن يرى حركة هذه السنن في الأمم الكافرة الممكنة وهي تتهاوى دولة بعد أخرى، ويوماً بعد آخر، وتحق عليها السنن في فساد اقتصادها، وفي فساد صناعتها، وفي فساد صحتها، في فساد اجتماعها، وفي المشاكل التي تواجهها، وفي التناقضات التي تعيشها، فيؤمن بأن الله تعالى الذي يحرك حياة الناس، ينتقل بهذه الأمم الكافرة من حضيض إلى آخر، وربما انتقل بالأمم الممكنة إلى درجات بعدها دركات، فيطمئن المؤمن إلى مصير هؤلاء الكافرين، وكذلك يرى المؤمن صنيع الله تعالى لعباده المؤمنين، وهو يجمعهم بعد تفرق، ويقويهم بعد ضعف، ويوحدهم بعد شتات، ويعلمهم بعد جهل، ويقيمهم بعد انحراف واعوجاج؛ فيطمئن، أما بالنسبة للكافرين فكما قيل: إذا تم شيء بدا نقصه ترقب زوالاً إذا قيل تم وأما بالنسبة للمؤمنين: وإذا رأيت من الهلال بدوه أيقنت أن سيصير بدراً كاملا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015