تربية أولاد المسلمين في بلاد الكفار

Q تربية الأولاد هاجس يشغل بال كل مسلم، يعيش في مثل هذه الدولة الكافرة، ما هي النصيحة التي يقدمها الشيخ لمثل هؤلاء؟

صلى الله عليه وسلم تربية الأولاد حتى في البيئات النظيفة والطيبة والمسلمة، تعد مشكلة تحتاج إلى جهد، إذا كانت البيئة سيئة والولد -مثلاً- بنتاً أو ذكراً يواجه في المدرسة اختلاطا وألوناً من الفساد، ويواجهه في الشارع، ويواجهه في جهاز التلفاز، الذي قد يملأ بمشاهد كثيرة من هذا القبيل، فإن الجهد يتضاعف على الأب، فلا بد من جهد يقوم به الأب، ولا بد من تنسيق وتعاون بين الأبوين، بحيث تقوم الأم -أيضاً- التي قد تكون أكثر تفرغاً بدور كبير في هذا المجال.

ويمكن هذا بطبيعة الحال من خلال: توفير الكتب، وبعض الأشرطة التخصصية للأطفال، وتحفيظهم بعض الأذكار وتربيتهم على الأخلاق الإسلامية التي تناسب مستواهم، كذلك ينبغي أن يكون هناك مجهود جماعي مشترك للمسلمين مثلاً، في هذه الولاية أو في هذه المدينة، أو في هذا المسجد أو المركز، بإيجاد نشاط للأطفال، في تجمع مسائي -مثلاً- أو في أي وقت من الأوقات، أو مدرسة لتعليمهم، والإتيان بهم إلى المسجد، وأن يكون في المسجد مكتبة خاصة للأطفال، وأن يكون هناك برنامج مشترك بينهم، حتى قد يقوموا به فيما بينهم، يكون دور الكبار فيه مجرد الإرشاد والتوجيه، كما أن عليهم أن يتعاملوا مع الأوضاع السيئة التي يشاهدها الأطفال، في تفسيرها لهم وبيان ما فيها من خطأ، وبيان ما فيها من ضرر، حتى يتدرب الطفل منذ صغره على رفض الخطأ، وعلى إدراك الخطأ أيضاً، إدراكه ثم رفضه؛ لأنه من أخطر الأشياء أن يتطبع الطفل مع بعض الأوضاع القائمة ويعتقد أنها صواب، فهو بحاجة دائمة إلى أن يُبين له إلى أن هذا وإن كان موجوداً إلا أنه خطأ، وأن الذين يقومون بهذا الشيء -مثلاً- هم كفار، أناس من الكفار، أو من الفساق، أو حتى هذا العمل وإن فعله مسلم إلا أنه غلط، والواجب أن يفعل المسلم كذا والصواب هو ما يفعله فلان، والطفل بالتدريب والتكرار يمكن أن يفهم ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015