Q ما ضابط خروج المرأة المسلمة في المجتمعات الكافرة -مثلاً- للدراسة أو الذهاب للأسواق وغير ذلك؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: خروج المرأة للحاجة، فتخرج لحاجتها، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لأزواجه: {قد أُذن ليكن لتخرجن لحوائجكن} فينبغي للمرأة أن يكون خروجها من البيت إذا احتاجت إلى ذلك.
ثانياً: ثم خروجها ينبغي أن يكون مضبوطاً -أيضاً- بما لا يثير الفتنة، مثلاً: لا تتطيب لخروجها، ولا تتبرج بزينة {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} [النور:60] والنبي عليه الصلاة والسلام نهى أن تتطيب المرأة إذا أرادت أن تخرج حتى إلى المسجد للعبادة، فقال: {يخرجن وهن تفلات} يعني غير متطيبات ولا متزينات؛ لأن خروجها بالزينة والطيب، مدعاة للفتنة والإثارة.
ثالثاً: وكذلك ينبغي أن تتجنب أماكن الرجال ووجودهم وازدحامهم، بقدر المستطاع، فلا تفتن ولا تفتتن.
والضابط العام في هذا كله: هو درء الفتنة، درء الفتنة عن المرأة نفسها لئلا تفتن نفسها بالآخرين، ودرء الفتنة عن الآخرين لئلا تفتنهم بنفسها، كأن ينظروا إليها أو يظنوا بها سوءاً، أو يضايقوها بأمور ليست مناسبة، ونحن الآن نجد في المجتمعات الغربية، على الرغم من أن هذه المجتمعات أصبح وجود المرأة فيها عادياً معتاداً بين الرجال، وأصبحت المناظر يراها الناس صباحاً ومساءً، في السوق وفي أجهزة الإعلام، وهذا يقلل -بلا شك- من التأثر بها، ومع ذلك تجد أن هناك أرقاماً عالية جداً لمضايقات النساء في دوائر العمل، أو حتى ابتزازهن من قبل القائمين على العمل، من قبل رؤسائهن ومن قبل زملائهن في العمل، حتى في الدوائر العسكرية التي تعد ذات طابع جدي وصارم، فربما أنكم تسمعون وتعرفون أنه حتى في الدوائر العسكرية وجود المرأة أصبح مدعاة لتحرش الرجال بها على نطاق واسع.
والإسلام حينما وضع للمرأة شروطاً وضوابط؛ من أجل حفظ المرأة عن مثل هذه الأشياء، ومن أجل أن الرجل يكف نفسه، فلا يجد الشيء الذي يستمتع به إلا في البيت، وهذا يعطيه قوة في حسن التعامل مع أهله والعناية بهم والاهتمام، بخلاف ما إذا كان هذا الشيء مباحاً متاحاً له في كل مكان، فإنه لن يجد في بيته أي شيء آخر يعد جديداً في نظره.
فعلى كل حال المجتمعات التي فيها قدر كبير من التسيب الأخلاقي والانفتاح، واختلاط الرجال بالنساء، يجب على المرأة أن تحرص قدر المستطاع أن تبتعد عن ذلك، وأن يكون خروجها للحاجة وهي غير متطيبة ولا متزينة ولا متبرجة، وحينما تحتاج إلى محادثة الرجال فعليها أن تتمثل قول الله تعالى، في شأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب:32] فتتكلم بكلام ليس فيه خضوع، ولا تكسُّر ولا إغراء بفتنة، ولا همس يدعو إلى الشك والإثارة، بل بكلام واضح محدد في الموضوع الذي تحتاج إليه، هذا أهم ما يحضرني الآن من الضوابط.