أيها الإخوة الكرام! إن هذا هو الدرس الأول من سلسلة دروس في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو أكمل الهدي، وهو عنوان السعادة للعبد إذا وفق إليه، فإن الله جل وعلا قال: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:110]، ولا يمكن أن يكون العمل صالحاً إلا إذا كان موافقاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فواجب على كل من حرص على قبول عمله، وعلى كل من رغب في تحقيق السعادة لنفسه، أن يسلك وأن يعتني بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتني به علماً، ويعتني به عملاً، ويعتني به تحصيلاً، ويعتني به طلباً، فإن ذلك سبب للسعادة، والتعليل لهذا الأمر واضح جداً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق سعادة، فلا أحد أسعد منه في الدنيا ولا في الآخرة، قد من الله عليه بهذه السعادة الوافرة في الدنيا والآخرة، فمن رغب في سعادة الدنيا وسعادة الآخرة وفوز الدنيا وفوز الآخرة فليحرص على سلوك سبيل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وما سنتناوله في هذه الدروس إن شاء الله تعالى هو ما يتعلق بجوانب من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، نذكر أنفسنا بحاله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله جل وعلا جعل لنا فيه الأسوة الحسنة، جعله سبحانه وتعالى لنا إماماً وقائداً، فبقدر حرصنا على اتباع سنته، والأخذ بهديه، والإقبال على ما خلفه وتركه؛ بقدر نصيبنا من صحبته، والحشر تحت لوائه، والكون معه يوم العرض والنشور.