أيها الإخوة! كلمة (الله أكبر) كلمة عظيمة ترتعد لها قلوب أعداء الله عز وجل، وعلى رأسهم زعيمهم وكبيرهم إبليس الشيطان، أعاذنا الله منه، فهذه الكلمة لها من الأثر في هؤلاء ما لا يطيقون معه بقاءً، فهي تفرقهم وتزلزلهم وتأتي على مقاتلهم؛ ولذلك جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان إذا سمع النداء -أي: سمع نداء المؤذن إلى الصلاة- أدبر وله ضراط) أي: وله صوت يخرج من دبره، يريد بهذا الصوت أن يصم أذنه عن سماع ذكر الله عز وجل، فإذا نادى المنادي ولى الشيطان وأدبر وله ضراط حتى لا يسمع صوت المنادي، (فإذا سكت المنادي عن ذكر الله وتكبيره وتهليله رجع فوسوس -أي: عمل في قلوب العباد ما يصرفهم عن الطاعة- فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس) وهكذا يوسوس الشيطان في قلب العبد ما غفل عن ذكر الله جل وعلا، وكلما تذكر القلب، وارتفع اللسان بذكر الله جل وعلا، كلما كان ذلك أدعى لهروب الشيطان وفراره.