لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم آداب الأكل، قال عليه الصلاة والسلام: (يا غلام! سم الله تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك).
أنت تمد يدك أمام صاحبك وتأكل أكله أو تأكل من أمامه، فهذا من قلة المروءة، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن القران في التمر، أي: أن تأخذ تمرتين بتمرتين.
وفي ذات مرة قال سليمان بن عبد الملك لبوابه: التمس لي أحداً يتغدى معي ونتفكه معه قليلاً.
والأعراب رغم أنهم جفاة إلا أن لهم لفتات جميلة، فيمكن أن ينادمك بأبيات من الشعر، وبحكايات وغيرها.
فجاء بأعرابي ووضعوا خروفاً محشواً بالفستق واللوز، فوضعه أمام الأعرابي وجعل يأكل، وكانت هناك شعرة على الخروف، فأخذها الأعرابي، فقال له سليمان: استل الشعرة من اللقمة، فوضع الأعرابي اللقمة على المائدة، وقال له: إنك لتراقبني مراقبة من يرى الشعر -أي: أن تركيزك علي لدرجة أنك ترى الشعرة! وهو لم يكن يقصد أن يراقبه أبداً، ولكن غرضه أن يزيل الشعرة من الطعام- فقال الأعرابي: والله لا آكلتك بعد اليوم أبداً، فقام وذهب.
فهذه مسألة تتعلق بالمروءات، والنبي عليه الصلاة والسلام لما علمنا آداب المزاح، وآداب الأكل والشرب وغيرها من الآداب لماذا؟ حتى تتم مروءة الرجل، ويكون شديد الاحتشام.