لقد ذم الله عز وجل بني إسرائيل فقال: {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:79]، لا ينهى بعضهم بعضاً عن منكر اقترفه بعضهم، (لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، ولذلك يقول تعالى في تمام الآية التي نحن بصددها: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [آل عمران:110]، (لو آمن أهل الكتاب) أي: لو فعلوا مفردات الإيمان -وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران:110]، فلم يقل: (وأكثرهم الكافرون)؛ لأن الذي يترك النهي عن المنكر مع القدرة على إنكاره لا يكون كافراً، إنما يكون فاسقاً.