شكاوى كثيرة تصلني كل يوم، من بيوت المفترض فيهم الالتزام، لم يعرفوا كيف يربوا الأولاد، الأولاد أخذوا ألفاظ الشارع، وصاروا يكذبون ويسرقون وتفلت منهم القرآن، ماذا تفعلين أيتها المرأة في البيت؟ طوال النهار تغسل وتنظف.
وأنت أيها الرجل؟ يقول لك: أخرج من الشغل الساعة الثانية، أدخل في شغل إلى آخر الساعة الثانية، لمن يا أخي الكريم؟ اشتغل إلى الساعة الثانية، وعلم أولادك الزهد، وقنع نفسك، ورب أولادك الذين هم رأس مالك، أكبر محن الأولاد وهو الشذوذ والفساد فهي مشكلة مؤجلة.
التقصير في تربية الولد مشكلتها أنها مؤجلة إلى أن يكبر الولد ويشتد عوده ولا تستطيع أن تفعل معه شيئاً، فهو مؤجل إلى ما بعد عشر سنين، عشرين سنة.
مشكلة معروضة عليّ من عدة أيام، امرأة ابنتها ذهبت وتزوجت ولداً وغداً عند المأذون، ماذا نعمل يا مأذون؟ قال لها: قولي له: وهبت نفسي لك، ووهبت نفسها وتزوجت، ثم الأم المغفلة والوالد المريض الذي لا يستطيع أن يفعل شيئاً يريدون أن يداروا المسألة، فقاموا وأخذوا غرفة نوم، واستأجروا شقة على حسابهم لهذا الوغد، فلما مرضت البنت وجاءها تسمم حمل، ذهبت أمها تزورها في المستشفى، قابلها الوغد بالسباب، قال: أتيت تأخذي امرأتي! دخلت على ابنتها تبكي عليها لأنها مريضة، تقوم البنت مكشرة في وجه أمها، لماذا؟ أشتمت محمداً؟ قالت: يا ابنتي لم أشتم أحداً.
ذهبت تزورها فقابلتها بهذا الوجه، وبعد ذلك تقوم من تسمم الحمل -ويا ليتها ماتت- فتبلغ الشرطة عن أمها أنها أخذت غرفة النوم منها بالقوة، من أجل تستلم غرفة النوم، تقوم الأم تأتي وتسأل: هل أعطيها غرفة النوم أم لا؟ أعني أن هذا شيء يفور الدم!! وتأتي أمام العمارة، والأسرة الوادعة التي ما كان أحد يسمع لها صوتاً في العمارة افتضحت، صراخ وعويل، ويأتي الناس كلهم لينظروا، ويغمى على الأم مرات عديدة، فهذه هي الخسارة المؤجلة، أنت تنفق على من؟ تشتغل اثنتي عشرة ساعة في اليوم لمن؟! ربّ أولادك فهم رأس المال.