حسناً إذا كان الود بهذه المثابة، وله كل هذا الثقل في استقرار الحياة الزوجية، فكيف لي أن أعرف أن المرأة ودود، ولا يكتشف الود وجميل الخصال إلا بالعشرة؟ أقول لك: كما تعرف أن المرأة ولود تعرف أنها ودود من أين علمت أنها ولود؟ بالنظر إلى أمها وأختها وعمتها وخالتها، فيندر أن تكون الأم ولوداً والأخت والعمة والخالة وهي تكون عقيمة، يندر، قد تقع هذه الحالات لكن نادراً، ومعروف أن الشاذ النادر لا يقاس عليه، إنما يقاس على الأعم الأغلب، فأنت إذا أردت أن تتزوج فانظر، إذا وجدت أمها وأختها وخالتها وعمتها كذلك فإنك تستنتج أنها ولود.
كذلك إذا رأيت أمها تحب أباها وتكرمه وترفعه؛ فاعلم أن ابنتها تكون مثلها.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.
رب آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.