الفرق بين الترجمة للمبتدع والتحذير منه

Q لقد ظهر قِبَلنا أناسٌ يتصدرون العلم ويقرءون القرآن، ولكنهم يقولون: يجب على أهل السنة إذا حذروا من صاحب بدعة وذكروه بما فيه، أن يذكروا ما له من الحسنات ومن جميل الأخلاق حتى لا يظلموا هذا المبتدع وينصفوه، واستدلوا على ذلك بفعل الذهبي رحمه الله، فما قول أهل الحديث والتاريخ؟

صلى الله عليه وسلم نقول أيها الإخوة الكرام: هناك فرقٌ بين أن تترجم للمبتدع، أو أن تحذر منه.

إذا كنا في باب الترجمة فإننا نذكر ما له وما عليه، ونترجم ترجمة محضة.

لكن إذا أنا سُئِلتُ عن رجلٍ في بدعته فأنا لا أذكر محاسنه، فمثلاً: إذا اقترض رجلٌ منك مالاً فأكله، ليس فيه إلا هذا العيب؛ لكنه مُصَلِّ ورجلٌ صوَّام وقوَّام، ورجل حسنُ الأخلاق، ويساعد الملهوف، ورجل كريم؛ لكن الإشكال عنده أنه إذا اقترض منك مالاً فانْسَهُ.

فإذا جاءني رجلٌ يقول لي: والله إن فلان الفلاني يريد قرضاً! فهل أقول له: هو ورعٌ زاهدٌ عابدٌ، وأذكر له هذه المسائل؟! هذا الكلام ليس له أي معنى ولا أي قيمة، إنما قال لي: هذا الرجل يريد أن يقترض مني مالاً أفأعطيه؟ فأقول له: إياك أن تعطيه! فهناك فرقٌ بين الترجمة: أن نترجم لفلانٍ من الناس فنذكر محاسنه ومساوئه كما هو عليه أهل السنة وأهل الحديث.

وعندما تقرأ للإمام أبي عبد الله الذهبي في كتاب: سير أعلام النبلاء مثلاًَ، تجد أن الذهبي في الترجمة يعطي الرجل حقه من الفضائل التي فيه، وإذا كانت هناك بدعة تبرأ وحذَّر منها.

والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015