لقد نسب ربنا عز وجل الصيام إلى نفسه؛ لأن الصيام عبادة خالصة لله تبتعد عنها شبهة الرياء، لذلك لم يعين على الصيام أجراً محدداً، بل جعل الجزاء موكلاً إليه، وفي هذا دلالة على مقام الإخلاص وعظيم منزلته، فإنه في العبادات شرط تحبط بدونه، وهو أمر يعرفه المرء من نفسه، ويمكن تحقيقه خلافاً لما زعمه الصوفية الذين جعلوا مناله عسيراً، وتوهموا الرغبة في الثواب والخوف من العقاب من عقبات وموانع تحقق الإخلاص.