إخواننا العرب الذين يعيشون في أمريكا يعانون من هذه الحالة، كنت في مدينة منهاتن، مدينة تتبع نيويورك، بها مجموعة من إخواننا من الإسكندرية، وشباب كانوا هنا على خير عظيم! فلما ذهبت إلى السوق لأشتري جهاز هاتف، وإذا بي أجد طابوراً أمام سينما، بنات مع شباب يتمازحون ويتبادلون القبل، يسلون أنفسهم حتى يصلوا إلى شباك التذاكر.
فعندما رأيت المنظر اقشعر بدني، وأحسست أن قلبي يتمزق، فأول ما رأيت هذا المنظر، حولت بصري فوقع بصري على أصحابنا وهم يضحكون، اشتريت الجهاز ورجعنا إلى السكن، فقلت لهم: ما سبب ضحككم عندما حدث ذلك الموقف؟ قالوا: لاحظنا منك تصرفاً كالذي حدث لنا أول مجيئنا إلى هنا؛ فعرفنا أننا تغيرنا.
إذاً: هو أول ما جاء إلى هذا المجتمع القذر كان يتمعر وجهه، وكان يجد ألماً في قلبه، ما الذي جعله يعتاد مثل هذه المناظر؟ لأنه ساكن في بلاد الكفر، واعتاد على هذه المناظر ولا يستطيع أن ينكر، لا بيده ولا بلسانه لماذا؟ لأن المجتمع هناك منفتح، كل واحد يعمل الذي يريده، واحد يصلي وبجانبه واحد يزني، هو حر وأنت حر!! لكن إياك أن تنكر عليه ممنوع! وهذا طبعاً مجتمع متفلت؛ لأن تربية الأولاد هناك لها شأن غريب جداً، لا يستطيع أب أن يؤدب ابنه بالضرب، وقد سمعت هذه المرة حكايات عجيبة! ضحكت ملء فمي وأنا أسمعها؛ لأنها نكت، حيث لا يستطيع أي أب أن يضرب ولده إذا فعل أي خطأ مهما فعل، فإذا ضرب الوالد ولده؛ سجن قانوناً لأنه تدخل في حريته الشخصية، ولا يخرج إلا بتعهد مكتوب ألا يتعرض للولد مرة أخرى.
فأي شيء يخطر بباله يفعله.