إن المرأة الصالحة تشبه الأرض الخصبة، ولقد حض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اختيار أجود الأرض، حيث قال: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)، إن الرجل الذي ابتلاه الله عز وجل بزوجة ناشزة لا يستمتع بها في الدنيا ولا في الآخرة، فمزاجه معكّر بصفة دائمة في الدنيا، وعندما يقف بين يدي رب العالمين لا يستجمع قلبه، فأي متعةٍ حصل عليها هذا المسكين.
اعلم أن المرأة قنطرة سعادة وشفاء، فكيف تستهين باختيارها؟ ابحث عن المرأة التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.
إن الرجل إذا تقدم إلى امرأة لابد أن يراعي فيها الصلاح، وهذا لنجابة الولد؛ لأن المرأة الفاسدة لا تربي الأبناء تربية سليمة فهي تهدم ولا تبني.
إذاً: المرأة الفاسدة لا تستحق شربة الماء، ووجودها كعدمها، تماماً مثل الرجل الكافر لا قيمة له، فالحيوان البهيم أفضل منه عند الله عز وجل.
روى وكيع في أخبار القضاة في ترجمة شريك بن عبد الله النخعي، رحمه الله، وكان قاضياً مشهوراً، أنه جاءه رجلٌ نصراني على بغلة، وكان مقرباً من زوجة الخليفة؛ لأنه كان يشتري لها الذهب وحاجياتها، فظن أن له مكانة، فكان يظلم الناس وعنده من يسنده ويعينه على ظلمه، فظلم هذا النصراني رجلاً مسلماً، فرفع المسلم شكاته لـ شريك بن عبد الله رحمه الله، فجاء هذا الرجل النصراني على بغلة منتفخاً، فلما نزل من على بغلته أمر به شريك فجلد جلداً قوياً فتوعد شريكاً، أنه سيشتكيه إلى امرأة الخليفة، وركب النصراني البغلة، وجعل يضربها بعنف، فقال له شريك: قاتلك الله! لا تضربها، فإنها أذكر لله منك: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء:44]، لا يوجد الجحود والكفر إلا في بني آدم والجن، فكل المخلوقات مستقيمة على صراط الله، وهي أذكر لله عز وجل من كثيرٍ من بني آدم، إن الحيوان البهيم أفضل من الكافر، قال الله عز وجل: {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179] {بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان:44]، يعني: الأنعام أفضل منهم.
فالمرأة الصالحة خير متاع الدنيا، واسألوا الذين ابتلوا بنساءٍ فاسدات، اسألوهم.
إن الرجل إذا ابتلي بامرأةٍ فاسدة يحسد كل رجلٍ يمشي في الشارع يظنه سعيداً، يحسد كل الخلق، لأنه يشعر أنه يشقى وحده، حتى ربما حسد من هو أدنى منه في الدين والعلم والمكانة، بسبب فساد المرأة؛ لذلك حض النبي صلى الله عليه وسلم الرجال على اختيار النساء، فإنهن الأرض التي تنتج الرجال الذين يمكن الله لهم.