مجيء أبي قحافة إلى بيت أبي بكر

جاء أبو قحافة والد أبي بكر إلى بيت أبي بكر حين سمع أنه خرج مع محمد، فقال لـ أسماء: ماذا ترك لكم؟ تقول أسماء: والله ما ترك لنا شيئاً، فجئت إلى حجارة ووضعتها في كيس ووضعتها في الكوة فلما جاء أبو قحافة قال: ماذا ترك لكم أبوكم؟ قالت: ترك لنا خيراً كثيراً، وكان قد كف بصره، فأخذت يده ووضعتها على الكيس فلمسه، فقال: هذا خير كثير.

بعد ذلك جاء أبو جهل وطرق الباب بشدة، فخرجت إليه، فقال: أين أبوك؟ فقلت: لا أدري، تقول: فلطمني على وجهي فأسقط خرصي من أذني! هل هذه رجولة؟ لأن الحقد والحسد والحماقة تدفع صاحبها إلى أن يرتكب ما لا يرتكبه الجهال.

ومن جانب آخر بعد ثلاثة أيام من خروجهم من الغار وهم لا يعلمون أين اتجاههم، تقول أسماء: جاء رجل من الجن ببطن الوادي يتغنى بأبيات، حيث سمعوا صوتاً يهتف فوق جبل أبي قبيس بأبيات، منها: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر ثم ترجلا فأفلح من كان رفيق محمد فعرفوا بأن وجهته كانت إلى خيمة أم معبد، وخيمة أم معبد بالنسبة إلى مكة في طريق المدينة، وكفار قريش كانوا قد طلبوه فلم يجدوه، وكانوا قد جعلوا لكل واحد منهما ديتين لمن يأتي بهما أمواتاً أو أحياء؛ لأنهم علموا أنهما إذا وصلا إلى المدينة فقد فاتهم الأمر، ويعرفون أن الأوس والخزرج سوف تقاتلهم، فأردوا أن يدركوه قبل أن يصل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015