أعمال النبي عليه الصلاة والسلام في قباء

من غرائب الصدف أو الترتيبات الإلهية أن أهل قباء تسامعوا بخروج رسول الله إليهم، فكانوا كل يوم ينتظرونه من جهة الجنوب وهي جهة مكة، وإذا اشتد عليهم حر الشمس يرجعون إلى بيوتهم، وهكذا كل يوم ينتظرون المجيء فلم يأت.

وفي يوم من الأيام بعد أن رجعوا إلى بيوتهم ولم يبق أحد، إذا برجل يهودي على أطمة يرى نبينا صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فيعرفهما، فيقول: يا بني قيلة! هذا جدكم قد حضر.

الجد بمعنى: الحظ، وبنو قيلة: هم الأوس والخزرج.

وسموا بذلك لأن أمهم الأخيرة كانت تسمى قيلة.

فقاموا إليه سراعاً، وما كانوا رأوا رسول الله، ولا يعرفون رسول الله من صاحبه، فلما ارتفعت الشمس وقام أبو بكر رضي الله تعالى عنه يظلل رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه، عندها عرفوا رسول الله، فتقدموا إليه، وجاء صلى الله عليه وسلم ونزل بقباء.

الموقف هنا: من الذي كان يقود الركب؟ كان رجلاً مشركاً، ومن الذي أعلن عن وصول رسول الله إلى المدينة؟ يهودي، وهذا من باب الإرهاص بأن الله سبحانه ناصر دينه، ومستخدم المشرك واليهودي لخدمة هذا الدين، وإرادة الله فوق كل شيء.

وصل صلى الله عليه وسلم قباء، ويتفقون بأن وصوله كان في يوم الإثنين، كما أن خروجه من مكة كان يوم الإثنين أيضاً.

ثم صعد من قباء يوم الجمعة التالية أو الجمعة التي بعدها -يختلفون في ذلك- والذي يهمنا أنه في الجمعة الأولى، وفي مدة أربعة أيام بنى مسجد قباء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015