اعتبار اتباع الأئمة على هدى وبصيرة من التقليد

خامساً: اعتبار اتباع الأئمة على هدى وبصيرة تقليد، وهذه شنشنة ها كثيراً من بعض المتعالمين، فيقولون: إن اتباع المشايخ تقليد، والتقليد لا يجوز في الدين، وهم رجال ونحن رجال، وعلينا أن نجتهد كما اجتهدوا، ونحن نملك الوسائل والكتب، والآن توافرت وسائل العلم، فما لنا وأخذ العلم عن العلماء، بل أخذ العلم عن العلماء تقليد، والتقليد باطل.

نقول: نعم، التقليد باطل، لكن ما مفهوم التقليد؟! هناك فرق بين التقليد وبين الاتباع والاهتداء، الاتباع واجب شرعاً، وعامة المسلمين بل كثير من طلاب العلم لا يجيدون ممارسة أو أخذ أصول العلم على الطريقة الصحيحة، فممن يأخذون العلم؟ وكيف يأخذون أصول التلقي ومنهج أهل السنة والسلف والأئمة؟ لا يمكن أن يأخذوه إلا باتباع العلماء، والاتباع ليس بتقليد، وإلا فهذا يعني أن كل إنسان هو إمام وحده، ومن هنا يكون كل إنسان فرقة، ويكون عدد الفرق بعدد الناس، وهذا باطل قطعاً.

إذاً: اتباع الأئمة على هدى وبصيرة ليس بتقليد، إنما الاتباع الأعمى هو التقليد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015