السبب الثالث: الجهل، والجهل يشمل كل الأسباب، لكن الجهل هو مدخل لأصحاب الأهواء على الجهلة، وأيضاً الجهل هو قد يوقع صاحبه في البدعة، والجهل هو عدم التفقه في الدين وليس مجرد عدم تحصيل المعلومات، والإنسان بإمكانه أن يحصل ما يحصن به نفسه وما يحفظ به دينه من العلم، ويكون بذلك عالماً بدينه ولو لم يتبحر في العلم، والعكس كذلك، قد يوجد من الناس من يعلم الشيء الكثير، وذهنه محشو بالمعلومات، لكنه يجهل بدهيات الأصول الشرعية، مثل: أحكام الخلاف، وأحكام الافتراق، وأحكام التعامل مع الآخرين، وهذه مصيبة كبرى أصيب بها كثير من الناس اليوم، تجد الواحد منهم لديه معلومات شرعية أخذها من مصادر كثيرة، لكن تجده جاهلاً في أحكام الخلاف والحكم على الآخرين، وفي أحكام التعامل مع الناس، وفي أحكام الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيفسد من حيث لا يشعر، فالجهل مصيبة والجهل سبب رئيسي لوجود الافتراق، والجهلاء هم مادة الفرق وهم وقودها.