الوقفة الخامسة: أرجو ألا تضيق بها صدوركم، فإن الخير قد يأتي بالشر كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الخير قد يأتي بالشر).
فلذلك يجب ألا نغرق في التفاؤل، ويجب أن نعرف أن التسديد والنصر والتوفيق رهين ببذل الجهد والنصح، وفي تسديد الصحوة وترشيدها، وإن تركت لمجرد التفاؤل والاندفاع التي هي عليه فربما تحدث نكسات الله أعلم بها.
فلذلك سأشير إلى أهم ما يمكن أن يظهر للمراقب لهذه الصحوة من عيوبها وسلبياتها ودوائها.
والصحوة إنما تتمثل في بشر، وهم المسلمون الذين فيهم ما فيهم من أمراض العقائد، وأمراض السلوك، وأمراض الأفكار، والأدواء الأخرى، ثم إنها ظهرت من ركام جاهلي ثقيل عظيم شديد، فمن الطبيعي أن تحمل بعض أضرار هذه الركام، ومن الطبيعي أيضاً أن توجد فيها بعض السلبيات؛ لأن ضخامة الصحوة وسرعة انتشارها أكبر من أن يتحكم فيها العقلاء، لكن مع ذلك يجب التسديد والمقاربة والنصح قدر الإمكان ومع بذل الوسع وإهداء النصح، فإن الله سبحانه وتعالى لا يخيب عمل العاملين.
من أبرز هذه العيوب ما يلي: