إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد: أيها الإخوة! فإن من أهم الأمور التي تجول في خاطر كل مسلم غيور على دينه ما يتعلق بالصحوة في حقيقتها ومفهومها، وفي خصائصها وسماتها، وفي إيجابياتها وسلبياتها وأخطائها، وفي تسديدها وتقويمها وفي مستقبلها.
والحديث عن هذا الموضوع متشعب وطويل، وبمجرد ما أشير علي بالحديث عنه تواردت إلي خواطر كثيرة اخترت منها ما أرى أنه مهم وجدير بالبحث على وجه السرعة، ونظراً لكثرة الموضوعات وتداعيها فإني سأطرح كثيراً من القضايا التي أذكرها على شكل أطروحات يجب على أهل الحل والعقد في هذه الأمة من العلماء والدعاة وطلاب العلم أن يعنوا بها، وأن يعطوها حقها من البحث والعمل.
وسأقف بعض الوقفات: الوقفة الأولى: حول مفهوم الصحوة.
والثانية: في تقويمها.
والثالثة: في مظاهر هذه الصحوة.
والرابعة: في خصائص الصحوة.
والخامس: في عيوبها وسلبياتها.
والسادسة: في مواقف الناس منها.
والأخيرة: في التوصيات.