من أساسيات الدين ومسلماته: أن الدين لا يقوم إلا على أركان وواجبات وشروط، وأول ذلك ما يتعلق بمراتب الدين الثلاث وما يدخل فيها من أركان: المرتبة الأولى: الإسلام، فلا يصح إسلام المسلم حتى يسلم بأركان الإسلام الخمسة، ويعمل بما يستطيعه منها، يعلمها أولاً ثم يعمل بها ثانياً بحسب استطاعته.
المرتبة الثانية: الإيمان، لا يصح إسلام المسلم إلا بأن يؤمن بأركان الإيمان الستة وما يندرج تحتها من الأصول، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله عز وجل.
هذه الأركان الستة لا تصح وحدها مجردة، لو أن إنساناً آمن بالله، لكنه أنكر أسماء الله وصفاته وأفعاله، وجحد ما يلزم لله عز وجل من التعظيم والتوقير والمحبة، فإنه يكفر وإن أقر بالإيمان بالله، وهو ركن من أركان الإيمان.
إذاً: هذه الأركان الستة كالأركان الخمسة في الإسلام لها شروط، لا يصح من المسلم أن يعترف بها مجردة عن شروطها وضوابطها وقواعدها التي فصلت وبينت بالنصوص الشرعية الأخرى، مثال ذلك: لو أن إنساناً آمن بالملائكة وبجميع أركان الإيمان الأخرى، لكنه قال: أنا لا أصدق أن جبريل من الملائكة، بل أرى أنه عدو للبشرية، هل يصح إيمانه؟ المبدأ أقر به، لكن لوازم هذا المبدأ وأركان هذا المبدأ وواجبات هذا المبدأ أخل بها.
المرتبة الثالثة: الإحسان، من لوازم الدين الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
إذاً: كل ركن من أركان الدين يتفرع عنه أصول وشروط ضرورية تعتبر من المسلمات في الدين، وهذه الشروط تجب على كل مسلم بحسب ما يرد إليه من الخبر، وتعلم هذه الأصول واجب على كل مسلم، بل فريضة، لكن مع ذلك فإن الذي يتعين عليه هو ما يرد إليه من الخبر ويرد إليه بالتعليم، فما تعلمه من أصول الإسلام وجب أن يقر به، وما لم يصل إليه ربما يعذر به، ما لم يكن من الأعمال الضرورية المعلومة من الدين بالضرورة.