من المسلمات: أن رأس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فلا يصح إسلام المسلم إلا بهما، ولا يصح إسلام الكافر إذا دخل الإسلام إلا بهما؛ فهي أصل الإسلام، ولا تصح ولا تعتبر الشهادتان إلا بشروطهما، فلو أن إنساناً شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إذا كان لأول وهلة نقول: دخل في الإسلام، لكن إذا لم يعمل بمقتضى الشهادتين خرج من الإسلام، من لم يعمل بمقتضى الشهادتين بشروطهما خرج من الإسلام، فلنفرض أنه شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لكن أبى أن يعمل أي عمل من أعمال الإسلام، لا الصلاة ولا غيرها من أركان الإسلام الأخرى، ولا بشيء من أعمال الإسلام، يكون قد ارتد بعد دخوله الإسلام، والمسلم الذي نشأ في بلاد مسلمة أو بين المسلمين ويشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لكنه معرض عن الدين بالكلية، ولم يقم بشروط لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، خرج من مقتضى الإسلام، ودلائل ذلك نصوص كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها، وهي معلومة عند أهل العلم، وينبغي أن تكون من مسلمات الدين؛ ولذلك لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين أن يعصموا دماءهم وأموالهم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أبوا؛ لأنهم يعلمون أن وراءهما عمل وشروط، وإلا فسهل النطق بكلمة لا إله إلا الله، لكن كانوا يعلمون بمقتضى فقههم للعربية، ومقتضى ما هم عليه من الإدراك العام لرسالات الرسل السابقين، والبدهيات التي يعلمها سائر البشر، أنهم إذا شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله لابد أن يعملوا بمقتضاهما.