ثم أخيراً: مسئولية تجاه الغلاة: الغلاة الذين كفروا وفجروا دفعتهم الغيرة في الغالب، وأغلبهم ممن غرر به وهو لا يدري، وأغلبهم قصرنا في حقه، وأنا أعرف أناساً بذلوا جهدهم مع بعض الغلاة لكن بعدما استووا ووصلوا الخط الأحمر، وبعدما تجاوزوا الإشارة الحمراء ففي هذا الوقت لا توجد هناك فرصة أن تقول له: ارجع، يعني: هم حالهم مثل الذي وصل إلى الإشارة وهي حمراء ثم استمر يمشي، فإذا تجاوز الحمراء هل من المعقول أو من المناسب أن تقول له: ارجع؟ قد يكون ذلك صعباً، بل يمكن أن رجوعه يؤدي إلى كارثة أكبر، وهؤلاء كذلك.
وغالب من يتجاوز الإشارة الحمراء يصاب بكارثة تضره وتضر غيره، والآن صار يفجر نفسه ويفجر الآخرين، حتى إن بعضهم إذا لم يتمكن منه رجال الأمن فجر نفسه، فعلى ماذا يدل هذا؟ مهما قال بعض الناس من التبريرات هذه لا وجه لها شرعاً إطلاقاً ومن عمل بها فهو آثم، نسأل الله العافية، ومن أيدها فأخشى أن يكون أشد إثماً؛ لأن هذا الصغير مغرر به، لكن ذلك الذي يضحك وهو جالس واضع رجلاً على رجل يضحك لهؤلاء الشباب المساكين ويدفعهم ويشجعهم وأنتم الأبطال وأنتم المجاهدون، ويرقص على الجثث والأشلاء هذا هو مغذي الفتنة.
ونعرف بين ظهرانينا من هذا النوع الكثير، فلماذا لا ننصحهم في الله، ونخوفهم بالله؟ فلنتق الله جميعاً ونتناصح.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وأسأله عز وجل أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألا يعاقبنا بذنوبنا، وأن يجمع كلمتنا وكلمة ولاتنا ومشايخنا وشبابنا على الحق والهدى.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.