عامة الناس اليوم يفهمون أن الرقية لا تكون إلا من الغير، مجرد ما يطرأ لهم أي طارئ ويصاب عندهم شخص يفزعون إلى الشيخ يتصلون به يقولون: نريد أرقام الرقاة، فيقول لهم: هل قرأتم عليه أنتم؟ قالوا: لا، نحن ما نقرأ، وهل تنفع قراءتنا؟ الكثيرون ممن يتصلون هذا حالهم، لا يعرفون أن الرقية لا بد أن تكون أولاً من المريض نفسه إذا أمكن، فالأولى والواجب عليه أن يرقي نفسه، ثم يرقيه من حوله من أهل بيته الصغار والكبار، حتى لو كانوا واقعين في بعض المعاصي، ما يضر هذا إذا كانت قلوبهم صافية ويقرءون بإقبال على الله عز وجل، فالله يجيب دعاء المضطر، بل دعاء المضطر وإن كان كافراً يجاب، فكيف بالمسلم وإن ارتكب بعض الآثام والمعاصي فقد تؤثر رقيته على المريض، لكن المهم أن يقبل على ربه، وأن يقرأ وهو مطمئن القلب مطمئن بوعد الله.
فإذاً: المريض يقرأ على نفسه إن أمكن أو يقرأ عليه من حوله، هذا هو الواجب، أما إنهم كلما صارت لهم حاجة إلى رقية ذهبوا يركضون يبحثون عن رقاة، هذا غير صحيح، وهذا مما أوقع أكثر الرقاة في فتنة، صار لهم جماهير ففتنوا بذلك، كل المسلمين يقرءون القرآن.
كذلك ليست هناك آيات محددة للرقية، بعض الناس يقول: أنا لا أعرف آيات الرقية، نقول: اقرأ ما تقرأ به في صلاتك، والقرآن كله شفاء، وإن كان من أسباب سرعة الشفاء أن تقرأ الآيات المناسبة لكل مرض، لكن هناك آيات مناسبة لجميع الأمراض، الفاتحة وهي رقية مناسبة لجميع الأمراض، كل مسلم يقرأ الفاتحة، آية الكرسي، (قل هو الله أحد) والمعوذتان، هذه كلها رقى، وأغلب المسلمين يعرفون هذه السور، أما الفاتحة فأحسب أن كل مسلم يقرأ الفاتحة، وهي أول ما عرف أنها رقية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قرأها: (وما أدراك أنها رقية؟)، أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.