من أهم شروط الرقية المشروعة: الشرط الأول: أن تكون بالطرق المشروعة: بالقرآن، وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأدعية السلف الصالح ونحوها من الأدعية التي لا يكون فيها غموض ولا شركيات ولا عبارات غير واضحة، ولا يكون فيها عدوان ولا ظلم إلى آخره، الأدعية التي ليس فيها مخالفة شرعية كلها جائزة، حتى ولو لم ترد في الكتاب والسنة.
هذا الشرط الأول.
الشرط الثاني: أن يتعلق المرقي والراقي بالله عز وجل، وليعلما أن الرقية سبب وليست بذاتها التي تشفي، فالشافي هو الله عز وجل، وأن الله هو الذي جعل الرقية سبباً، وجعل القرآن شفاء، وجعل الدعاء مشروعاً لدفع الكرب وشفاء الأمراض، هذا حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، فليتعلق القلب بالله، وأنه سبحانه هو الشافي، وهو الذي جعل هذه أسباباً.
الشرط الثالث: اليقين والتفاؤل، كثير من الناس ما عنده ثقة بأن كلام الله شفاء، ما عنده ثقة بأن الدعاء المشروع شفاء، يعني قد يلجأ للرقية لكن عنده شك، عنده نوع من ضعف اليقين، وهذا يؤثر في سرعة الشفاء وفي الاستفادة غالباً.
الشرط الرابع: ألا تصاحب الرقية طرق غير مشروعة، وسأذكر نماذج منها، إلى الآن أصبحت ظواهر لا تحصى، ما يصاحب الرقية من عوارض وأشياء غير مشروعة كثيرة جداً، كل يوم نسمع بالمزعجات والمضحكات والمبكيات من بعض الرقاة والجهلة الذين يتمادون في التساهل في شروط الرقية، حتى بعض الصالحين يحدث منهم عن غفلة أشياء كثيرة من هذه التجاوزات التي تؤثر في شرعية الرقية.
الشرط الخامس: الفقه بأحكام الرقية، يجب على الراقي والمرقي أن يعرفا الأحكام الضرورية، ويجب على الراقي بالذات أن يعرف مشروعية كل ما يعمله من وسائل الرقية التي يجريها ويجربها على المريض.
وأحب أن أنبه على ظاهرة وهي: أن كثيراً من الرقاة لا يراجعون العلماء، وهذه ظاهرة مريبة ومؤسفة، نعم يوجد فضلاء من الرقاة نعرف منهم من يراجعون المشايخ في كل ما يستجد لهم من قضايا مع المرضى، فهم يراجعون العلماء، لكنهم قلة حسب استقرائي الناقص، أغلب الرقاة لا يراجعون المشايخ، ولا يراجعون الراسخين في العلم، ولا أهل التجارب، فتستدرجهم أحوال المرضى وتستدرجهم الجن والشياطين إلى أمور هي من الشعوذة، ويظنون أنها مشروعة، وسأذكر نماذج منها.
يحسن أن يكون الراقي والمرقي على طهارة، وأن تكون الرقية في مكان مناسب، فكلما كان المكان أنسب فهو أولى، كأن يكون في المسجد، أو في مكان طاهر، أو مكان لائق بعيداً عن الصور والأشياء التي تمنع وجود الملائكة، أو التي تجلب الشياطين، فكلما كان المكان أنسب فهو أقرب لتأثير الرقية.
كذلك الوقت المناسب، كلما كان اختيار الوقت الذي يكون فيه إجابة الدعاء فهو أفضل، لكن ليس هذا من الشروط.
أيضاً مما يغفل عنه كثير من الذين يرقون الناس عدم النصيحة، أغلبهم كالآلة مجرد أن يقف أمامه المريض ينفخ وينفث عليه ويمشي، نعم هذه رقية، وإن شاء الله إذا توافرت فيها الشروط تنفع، لكن هناك أمر مهم جداً غالباً يهيئ بإذن الله المريض لقبول الرقية واستعداده لأن يشفى بسرعة، وأيضاً يهيئ الرقية، لأن تكون أقرب للفائدة والشفاء، وهو أن ينصح الراقي المريض بما يرقق قلبه وبما يعلقه بالله عز وجل، وأن يبين له أن الرقية سبب، وأيضاً يبعث فيه روح التفاؤل، وأن الشفاء بيد الله، وأن الله عز وجل يجيب المضطر إذا دعاه، وأن الله وعد بإجابة الدعاء، وأنك إن شاء الله نرجو لك الشفاء العاجل، كلام يجمع بين التفاؤل والنصيحة في نفس الوقت.
إذا كان المرقي لم يتمكن من الطهارة فلا مانع في حالات المرض المفاجئ أو المعضل أن يقرأ الراقي عليه حتى ولو لم يكن طاهراً، فمثلاً: الحائض والنفساء يقرأ عليهما على هذه الحال، أيضاً الجنب لو كان يشق عليه أن يتطهر ويغتسل فليتيمم، فإذا كان يشق عليه التيمم فلا مانع أن يقرأ عليه، لكن الأولى إذا أمكن أن يقرأ عليه وهو طاهر.