كثرة الشبهات والشهوات

من الأسباب: كثرة الشبهات والشهوات التي وردت على الناس، وأكثر ما ذكرته يدخل في هذين الأمرين.

هذا كله جعل الملائكة تبتعد والشياطين تسيطر على كثير من أحوال الناس اليوم، حتى نكاد ننفر الملائكة من المساجد.

فمثلاً: لو قيل لكم قبل عشرين سنة أو قبل خمسة عشرة سنة: سيأتي يوم من الأيام تسمعون المزامير والأجراس والموسيقى والطرب في المساجد، أي واحد منكم سيقول: أعوذ بالله، أسأل الله ألا يلحقني ذلك الوقت، فها نحن اليوم كم نسمع من الجوالات الآن على الأنغام، كلها أعوذ بالله تجلب الشياطين وتطرد الملائكة من المساجد فضلاً عن البيوت.

هذه الظاهرة في مثل هذا المسجد ومساجد المدن الكبيرة نوعاً ما خفيفة، لكن أنا كثيراً ما أزور بعض الأرياف والمدن الصغيرة، ففي بعض المساجد لا يفتر الجوال من أول الصلاة إلى أن ننتهي، ولو أقسمت على ذلك ما أظني أكون مبالغاً؛ لأنه أمر شهدته.

قبل ثلاثة أسابيع كنت في إحدى المدن الصغيرة القريبة من الرياض، فمنذ أن صف الإمام لصلاة المغرب إلى أن انتهى من الصلاة وكذلك صلاة العشاء ما فتر الجوال من أنواع الموسيقى والأجراس والأنغام.

إذاً: لماذا نستغرب كثرة الأمراض النفسية، والأحوال التي تلجئ الناس إلى البحث عن كل ما يمكن أن يتشبثوا به لعلاج ما يجدونه؟ هذه أسباب معلومة.

فهذه الأمور تستدعي بعد كثير من الناس عن مواطن الخير، وأن تستحوذ عليها الشياطين ومردة الجن، بل وحتى صالح الجن الذين فيهم شيء من الفسق عندهم نوع من العبث ببني آدم؛ لأن طبيعة الجني أضعف من الإنسي، فإذا وجد على الإنسي منفذاً فإنه يعبث به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015