من منهج السلف في الرد على المخالف: العدل والإنصاف، وعدم المراء في الدين، فإذا كانوا يحاورون أحداً أو يجادلونه، سواء في الكتابة أو المناظرة الشفوية؛ فإنهم إذا رأوا من الخصم تمادٍ فإنهم يقفون؛ لأنه يتبين لهم أنه لا يريد الحق، إذا تمادى وأخذ يلج في القضية؛ فاللجاج والمراء يدل على الهوى، فالسلف لا يستجيبون للمراء، ولذلك قل عندهم الحشو والاستطرادات في الردود، والرد على الرد، والرد على رد الرد إلخ، فهذه ليست عند السلف إنما يردون فقط، فإذا نكص الخصم مرة أخرى؛ عرفوا أنه ممارٍ، وقد نهينا عن المراء.