عدم الاهتمام بصيانة القلوب وتفقدها

القلوب كالآلات وكغيرها ما تمشي بلا صيانة، وما تمشي بلا وقود، أكثر الناس اليوم غفلوا عن صيانة القلوب ووقودها بذكر الله وشكره وتلاوة القرآن وأعمال الصالحات إلا القليل، فأكثر الناس لا يعطي قلبه وجسمه من العبادات والذكر وأسباب الهناء والسعادة، حتى في العبادة نجد أن قلوب الأغلب مع الدنيا، والدليل على هذا الصلاة، والصلاة أكبر مقياس لصلاح القلوب؛ لأن كثيراً من الأمور بين العباد وبين ربهم لا نعلمها، ولا نستطيع أن نتتبع سلوكيات الناس حتى الظاهرة، لكن الصلاة علانية، فكم نسبة الذين يصلون والذين لا يصلون؟ وكم نسبة الذين يدركون الركعة الأولى؟ في أغلب المساجد الأغلبية تقضي بعد سلام الإمام، هذا دليل على أن الناس لا تعطي العبادات إلا مساحة قليلة من الوقت بالدقيقة والثانية، ولو أن الإمام تقدم دقيقة صاحوا عليه؛ لأنهم ما يعطون العبادة إلا جزءاً يسيراً جداً محدوداً بالدقائق، هذا أيضاً فارق كبير، يعني: قبل ثلاثين أو عشرين سنة كنا نعهد أنه في أغلب المساجد بعد الأذان مباشرة إذا كان المسجد مثلاً يتكون من أربعة صفوف أو خمسة تجد الصف الأول مكتملاً، كذلك يوم الجمعة إذا كان المسجد فيه عشرة صفوف تجد ثلاثة صفوف مكتملة الساعة التاسعة صباحاً، الآن تعال الساعة الحادية عشرة وانظر من في المسجد ستجد أربعة، خمسة، عشرة، عشرين، وإذا أحسنا الظن صفاً، لا شك أن هذا سينعكس على القلوب والنفوس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015