بواعث الرقية وأسباب كثرة استعمالها

ما هي بواعث الرقية؟ الرقية المشروعة علاج بإذن الله عز وجل من أمراض القلوب وأمراض الأبدان، أمراض القلوب سواء كانت نفسية أو غيرها كضيق الصدر والقلق والخوف والاضطراب وقسوة القلوب وغير ذلك مما يعتري البشر، خاصة إذا كثرت أسباب قسوة القلوب، وأكثر ما يحتاج الناس في الرقية اليوم وفي عصرنا وفي وقتنا هذا في علاج أمراض القلوب الأمراض النفسية، وهي داخلة ضمن أمراض القلوب، وسأذكر شيئاً من أسباب جعل الكثيرين يحتاجون إلى الرقية، لكن الأكثر منهم يباشر الرقية بطرق غير مشروعة، سواء بنفسه أو عن طريق بعض الرقاة الذين يتجاوزون المشروع، إما لجهل أو لتخليط أو لأغراض الله أعلم بها، لا نريد أن ندخل في أعمال القلوب، إنما يهمنا الظواهر مما حدث من أخطاء، ممكن نسميها أخطاء شنيعة مؤثرة في العقيدة، ومؤثرة في سلوكيات الناس، ومؤثرة في معارضة أحكام الشرع.

أما أمراض الأبدان الأمراض العضوية، فلا شك أن القرآن والأدعية المشروعة سبب بإذن الله عز وجل من أسباب العلاج لكثير من الأمراض العضوية، بل عامة الأمراض التي يتناولها الطب ويعالجها أيضاً ممكن علاجها بالقرآن، لكن الذي لا يمكن علاجه لا بالقرآن ولا بغيره كالموت؛ فالموت ليس له علاج، إلى آخره، الشيء الذي يفوت هذا قدر، لكن ما دام المرض يحتمل أن يعالج فإن الاستشفاء بالرقية على الوجه الشرعي يكون من أسباب علاج المرض بإذن الله، سواء كان نفسياً قلبياً أو عضوياً.

المتأمل لحال الناس اليوم لو قارن بين ما سبق من حوالي ثلاثين أو عشرين سنة وبين حال الناس اليوم لوجد الأمر مهولاً فعلاً، يعني: اليوم تسارع الناس إلى الانكباب حول الرقاة وحول الأطباء النفسيين، لا شك أن هذا له أسبابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015