Q الأمة في هذا الزمن وقعت في تيه فكري، وانهزمت أمام الكفار فضاعت في كثير من مناحي حياتها فكرياً وتاهت ثقافياً، ونراك أغفلت كثيراً من جوانب هذا الضياع والتيه، وركزت على أمور لا نعاني منها في زمننا، مثل بناء القباب، وصبغ الشيب، والصلاة في النعال، فهل من توجيه؟
صلى الله عليه وسلم في الحقيقة كنت متردداً بين أمرين: إما أن آخذ النصوص الشرعية والقواعد وأكتفي بالأمثلة فيما عدا ذلك، أو العكس أشير إلى القواعد أشارة موجزة ثم أفصل فيما وقع فيه المسلمون من التشبه، فآثرت الأول؛ لأنه يتعلق بالأصول الشرعية التي هي الموازين، والمعيار والمقصود بهذا: أن نعطي الموازين من النصوص والقواعد التي بها يزن المسلم أعمال المسلمين على ضوئها، فلذلك ركزت على القواعد وعلى أصناف التشبه والمتشبه بهم والمتشبهين أكثر من تركيزي على وصف أحوال المسلمين إلا لماماً، فأرجو أن يكون لي في ذلك عذر، والوقت لا يتسع بأن نجمع بين الأمرين، ولعله إن شاء الله في مناسبة أخرى يكون لنا حديث فيما وقع فيه المسلمون من تشبه خالص بالكافرين.