الأمر الثالث: من أعظم وجوه التشبه وأخطرها على المسلمين الافتتان بالنساء، فإن هذه من خصال الكفار، والمقصود بالافتتان بالنساء: إخراجهن عن حشمتهن حتى يفتتن بهن الرجال، وخصت النساء بذلك لأمور: أولاً: لأن النساء يرغبن بهارج الدنيا.
وثانياً: لأنهن ينزعن إلى التقليد والمحاكاة والمبالغة في ذلك.
وثالثاً: لأن المرأة جبلت على إغراء الرجل والتزين له، وكذلك الرجل جبل على الميل إلى المرأة وخاصة إذا سفرت ولم تنزع إلى الحشمة وإلى الستر.
ومشابهة أهل الكتاب والكفار في عاداتهم وأخلاقهم وأعيادهم كثير من ذلك إنما تدعو إليه النساء أولاً ثم الصبيان والسفهاء، وهذه الخصلة -خصلة الافتتان بالنساء- وقع فيها كثير من المسلمين خاصة في هذا العصر مع الأسف، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك وقال: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)، فإذا أعطيت المرأة شيئاً من القوامة وإذا لان الرجال مع النساء فيما هو من حدود الله تعالى، وإذا تخلوا عن مبدأ الحشمة والستر فإن هذا هو الطريق والسبيل إلى الفتنة، وفي الغالب أن الأمة إذا وقعت في هذه الخصلة فإنها تخسر دينها ودنياها.