ومن مناهج السلف كذلك: أنهم لا يردون على الشبهات غير المعلنة، والبدع غير المعلنة، إنما يعالجونها بالحكمة بحسب حال البدعة وصاحبها؛ خوفاً من الإشهار أمام العامة، إذا سمعت بدعة لكنها لم تشتهر؛ فلا ينبغي أن نبادر في الرد عليها؛ لأن أغلب الناس تستهويه البدعة، فما كان السلف يظهرون البدعة قبل أن تشتهر، ولا يشهرونها قبل أن تعم بها البلوى، بل يتصدون لها بالكتمان، ويستهدفون صاحبها، ويقصدون من ابتلي بها؛ من باب النصيحة غير المعلنة، والرد غير المعلن، فهم لا يردون على الشبهات غير المعلنة، إنما يعالجونها بما يناسبها.