Q ما توجيهكم لمن به شك في أن القرآن شفاء؛ بسبب ما ألقاه الدجالون والمشعوذون في قنواتهم الفضائية في روع بعض الناس ممن يشاهدونهم؟
صلى الله عليه وسلم على أي حال هذا الشك مبني إما على التباس وهو الغالب، وإما أن يكون مبنياً على دخول الشبهة وسواس، فالقرآن شفاء، ولكن كيف يكون شفاء؟ هذا هو الذي ممكن يرد فيه الإشكال على بعض الناس، فبعض الناس يقرأ القرآن ولا يُشفى، معناه: أنها لم تتوافر الشروط، فالله عز وجل أخبر عن القرآن بأنه هدى وشفاء، وأنه شفاء لما في الصدور، {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت:44]، فمثل هذه الآية صريحة بأنه شفاء للأمراض؛ لأنه حينما ذكر الهدى ذكر ما يتعلق بالقلوب، أي: شفاء الهداية، ثم قال: (وشفاء) فالهدى ذُكر والشفاء جاء خارجاً عن مسألة الهدى، فمعناه: أنه شفاء للأمراض، وثبت قطعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشفي بالقرآن ويعالج به، وأقر الصحابة على الرقية بالقرآن.
فإذاً: هذا المبدأ ليس محل الإشكال، إنما يبقى تطبيقات الناس هي التي تسبب اللبس، وأيضاً عدم فهم الناس للشروط، كل شيء من أمور الشرع له شروط، فإذا لم تتحقق شروطه أو تخلف بعضها فقد لا يتحقق الوعد الذي وعد الله به؛ لأن الناس لم يقوموا بالواجب.