الاعتماد على الدليل الشرعي في الرد على المخالف

كذلك من منهج السلف في الرد وفي حماية العقيدة: الاعتماد على الدليل الشرعي الثابت، وتأييده بالحجة العقلية الفطرية، والتزام المنهج السليم في الاستدلال؛ لأن مناهج الاستدلال هي التي يكون بها تقرير الدين على وجه سليم يلتزم به صاحبه السنة، وأغلب الذين خرجوا عن السنة كان بسبب الخلل في مناهج الاستدلال، بل أول ما خرجت الفرق في هذه الأمة كان بسبب الخلل الموجود عندها في منهج الاستدلال كما فعلت الخوارج، فأول ما اختل عندها الاعتقاد وخرجت عن الجماعة؛ واستدلت بآيات الوعيد على غير وجهها، وعلى غير منهج سليم، ولم ترجع إلى أهل الذكر وإلى الراسخين من الصحابة؛ واستقل هؤلاء الأعراب السذج بجهودهم الذاتية في تقرير الدين، والاستدلال عليه على غير منهج سليم، فأخذوا نصوص الوعيد التي تتعلق بالكفار، وحكموا بها على الصحابة وكفروهم.

إن كثيراً من الناس يستطيع أن يعرف الدليل، وينتزعه بسهولة، ومن خلال الأجهزة قد يحشد آلاف الأدلة في قضية واحدة، لكن قد لا يتخلص منها، مثل الدجاجلة الذين يحضرون الجن، ولكن لا يستطيعون الخلاص منهم، فهذا الذي يستدل أو الذي يحشد النصوص دون أن يعرف المنهج السليم في الاستدلال؛ إذا لم يسلك المنهج الصحيح فإنه سيضل، ومن هنا لا بد من التزام منهج السلف في الاستدلال على القواعد الصحيحة المعروفة عند السلف، وقواعد الاستدلال مرسومة محسومة معروفة، منها: أن القرآن يفسر القرآن، وأن السنة تفسر القرآن، وأن القرآن يفسر السنة، وأن القرآن يفسر بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وأن القرآن يفسر بأقوال الصحابة أولاً؛ لأنهم الذين تنزل في عهدهم القرآن، وتلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم العدول الثقات، ثم بأقوال التابعين وأئمة السلف، ثم بأقوال أهل العلم المختصين، ولا يستدل على أمور الدين بقواعد الفلاسفة والمتكلمين، أو النظريات الحديثة أو غير ذلك؛ هذا كله من المناهج الفاسدة التي ضل بها الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015