المقدم: لعلنا نأخذ أمثلة يا شيخ؟ الشيخ: من البهتان والكذب: الأول: دعواهم أن دعوة الشيخ خارجية وأنها مجسّمة.
الثاني: الجهل والتقليد الذي عليه عامة المسلمين شُوهَتْ في أذهانهم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فتجدهم يسمونها الوهابية، فهم مقلّدة للكذبة والمفترين، ولعلي أكتفي بنموذج طريف على هذا الجانب الثاني وهو الجهل والتقليد.
هناك قصة مشهورة سمعتها من عدد من العلماء، منهم الشيخ الألباني رحمه الله يقول: إن أحد العوام من بلد مجاور للملكة العربية السعودية زار الرياض، وهو في ذهنه مما في بعض بيئته أن الوهابية لا يحبون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه يرى أنهم يستنقصون النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنهم جفاة في حقه، فهذا العامي عندما أتى إلى الرياض رغب أن يذهب إلى السوق، وهذا السوق مشهور، حتى قال لي الشيخ الألباني رحمه الله: أنتم تسمونها سوق ابن قاسم، هذه خصوصية للرياض، حراج ابن قاسم، فيقول: عندما ذهب إلى السوق صُعق وجاء إلينا مرتبك وهو يشتم أناساً معينين وغير معينين، قلنا: ما الذي حصل؟ قال: إني كنت أفهم من فلان وفلان وفلان بديارنا أن هؤلاء أهل نجد لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: وأنا في السوق وهم يتبايعون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: فأسأل أول هؤلاء: بكم هذه السلعة؟ فيقول: صل على محمد صلى الله عليه وسلم، هي بكذا وآخر يقول: صل على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: إنهم يتبايعون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ملء السمع والبصر، وسمعت عدة أشخاص يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر وهم في السوق، ويقول هذا العامي: أما نحن فنتشاتم، وأحياناً يسب بعضنا الدين أثناء البيع والشراء، ثم يقول: أهذه الوهابية التي يقولون عنها؟! هذا نموذج للجهلة والمقلّدة.