المقدم: هذا الافتراء حقيقة يا شيخ يثير الدهشة، فالمذاهب الأربعة مذاهب فقهية، فما أتى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب في إطار الفقه كان فيه تبعاً لأحد المذاهب الفقهية وهو الحنبلي، علماً أن أصول العقيدة ليس فيه خلاف بين أئمة المذاهب، وهذه الأصول هي التي جاء الإمام ببيانها في زمنه؟ الشيخ: على أي حال هذه معادلة صعبة وقديمة، ونريد أن نتعمق فيها، لكن أشير إليها هنا بشيء من الإيجاز، وهي أن هذه الدعوة تنسحب على كل الذين خرجوا عن السنة والجماعة، فكثير من أهل الأهواء والبدع يدّعون أنهم مالكية، ولا أقول: كل المالكية؛ لأن المالكية الأصل أنهم على السنة، والشافعية على السنة، لكن هناك من يدّعي الشافعية وتجده بدعي بكل معنى الكلمة، وهو من أبعد الناس عن مذهب الشافعي، وكذلك من الحنابلة أيضاً، وبعض الناس يظن أنا نعتقد أن الحنابلة ليس فيهم من خرج عن السنة والجماعة، ويوجد ممن ينتسب إلى الإمام أحمد من خرج عن السنة والجماعة.
إذاً: هم يوهمون الناس بأن المذاهب مختلفة في الدين، بينما المذاهب هي اجتهادية، وكل الأئمة الأربعة دينهم واحد وعقيدتهم واحدة، والإمام محمد بن عبد الوهاب هو على هذه العقيدة وصرّح بهذا، وكان يستدل بوضوح بأقوال أبي حنيفة والشافعي والإمام مالك وأحمد في قضية تأصيل الدين وأصوله.
إذاً: هذه معادلة معضلة، وهي أنه يوجد ممن كان قبل دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب خارج عن السنة ويقول: أنا شافعي، مع أن الشافعي إمام في العقيدة والسنة قبل أن يكون إماماً في الفقه، بل إنه عرض أقواله في الفقه على الدليل، وقال: إذا خالف رأيي وقولي الدليل فاضربوا به عرض الحائط.
فالعقيدة لا يساوم عليها ولا يتنازل عن شيء منها؛ فهو على عقيدة أبي حنيفة ومالك والإمام أحمد وهكذا.