المقدم: يعني: إذا كان أغلب الناس الذين يسمعون بهذه الدعوة ولا يعرفون حقيقتها، إذاً فأغلب الناس عندهم الدعوة مشوهة؟ الشيخ: أغلب الناس لا يسمعون عنها إلا من خلال مفتريات عليها، من خلال النافذة الناقدة الظالمة، لا من خلال الحقيقة، فأقول وعندي براهين على هذا: إن أهل السنة والجماعة أنفسهم الذين أهل هذه الدعوة في جميع الدنيا يجهلون الكثير من الحقائق عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي تسمى: الوهابية.
إذاً: دعني أعرّج على أهم النقاط في حقيقة هذه الدعوة بإيجاز: أولاً: هذه الدعوة ما هي إلا امتداد لمنهاج النبوة، لا أتكلم عن الجزئيات ومفردات التطبيقات، فالمنهج الذي قامت عليه هذه الدعوة هو المنهج العقدي والعلمي والعملي السياسي والاقتصادي والاجتماعي وجميع جوانب منهج إقامة الدعوة، وهذه الدعوة شاملة، لا كما يقول بعض الناس: إنها مجرد دعوة إصلاحية، أي: صلاح ديني، وهذا خطأ فادح، ومع الأسف سمعت من بعض أتباع الدعوة من يقول هذا الكلام، مع أنها دعوة دينية شاملة، وهذا خطأ فادح، وواقعها يخالف هذا القول.
إذاً: هي امتداد لمنهاج النبوة، فهي دعوة الإسلام، ودعوة السنة والجماعة بعد الافتراق، قامت على إحياء السنن بجميع معانيها، السنن في العقيدة، التي هي الاعتقادات السليمة، والسنن في العبادات، والسنن في فرائض الدين، والسنن في الأخلاق، والسنن في جميع شعب الحياة.
وأيضاً قامت على محاربة البدع، ابتداءً من الشركيات فجميع أنواع البدع، قامت على هذا قياماً متكاملاً.
كذلك من حقيقة الدعوة أنها عبارة عن تجديد للدين في مصادره، وفي منهج الاستدلال وفي التطبيقات، وفي التعامل مع الرب عز وجل، وفي التعامل مع الخلق، وفي الجانب الفردي والجانب الأسري والجانب الاجتماعي والجانب الدولي والأممي.