المقدم: الإشكال يا شيخ الآن بعضهم يلبّس على الناس يقولون: لماذا تجعلون العلماء فوق النقد؟ من قال: إن العلماء فوق النقد؟ الشيخ: هؤلاء يعتبرون دفاعنا عن العلماء ادعاء للعصمة لهم، وهذا من التلبيس على الناس، وأنا أدّعي أنه لا يوجد بيننا في هذه البلاد من يعتقد العصمة للعلماء أبداً، نعم يوجد عند أهل الأهواء من يعتقد العصمة لشيوخهم، ويتحمسون له ويبثونها حتى في الفضائيات الآن، لكن عندنا أهل السنة والجماعة لا يوجد، إلا ما يمكن أن يكون من باب اللازم، فمثلاً عامتنا يسوءهم نقد العلماء، فإذا عبّروا عن فطرتهم في استنكارهم لنقد العلماء قال الناس: إذاً أنتم تعتقدون لهم العصمة، لا، لا يعتقدون لهم إلا الحق والكرامة، فعامة المسلمين بفطرتهم يريدون لعلمائهم أن يبقوا على عزتهم وكرامتهم، فالنقد أحياناً يكون جارحاً وأحياناً يكون نقداً غير مناسب، ومن هنا يستثير ردة الفعل فيدّعي المقابل أو يدّعي الخصم عدم الخطأ من العلماء، لكن نقول: إن علماءنا ليسوا معصومين.
المقدم: لذلك يا شيخ الذي أغاظ هؤلاء العامة على مثل هذا الطرح، أن الذي يطرح ليس بكفء أصلاً أن ينقد هذا العالم؛ لجهله وبعده عن العلم الشرعي، فمثلاً يا شيخ: الآن نقاش العلماء واجتهاداتهم وردود بعضهم على بعض منذ عهد الصحابة وإلى عصرنا هذا موجود، ولم يستنكر أحد من العامة، لكن أن يأتي شخص لا يتصل بالعلم الشرعي، ثم بعد ذلك ينقد عالماً جليلاً من العلماء، هنا يتعرض لنقد العامة.
الشيخ: نعم، أحسنت، وهذا خلل في جميع الموازين من الجانب الشرعي لمن يعتبر الشرع، أيضاً من لا يعتبر الشرع لو أخذنا هذا بالموضوعية والإنصاف لاعتبرنا أن هذا خلاف المنهج العلمي، وخلاف الموضوعية والإنصاف أن تستهدف العالم وأنت لست بعالم.