استقدام العمالة والخدم والخادمات

من الأسباب الرئيسة لانتشار السحر والشعوذة في الناس: استقدام العمالة إما من كفار أو مسلمين جهلة الخدم والخادمات، هؤلاء غالباً يتسلحون بالسحر، ويكيدون الناس لأدنى سبب بالسحر.

وهذه الظاهرة شاعت في مجتمعنا من خلال الخدم والعمالة لأسباب كثيرة، لعل من أهمها: كثرة ما يقع على الخدم من ظلم، فيكيدون، وأغلب هؤلاء الخدم ممن لا يخافون الله عز وجل، وأيضاً في شعورهم بالغربة يجدون أن هذه هي أسهل طريقة للانتقام من خصومهم.

وأغلب هؤلاء يتسلحون بالسحر والاستعداد له قبل أن يأتوا، يوصي بعضهم بعضاً، السابق يوصي اللاحق، وقد تواتر هذا، خاصة في الخادمات، فلذلك نجد أغلب الخادمات تأتي مستعدة لأسباب عمل السحر فيمن يكيدها، أو للدفاع عن نفسها لأدنى سبب، ومن هنا كان أكثر ما يظهر في الأسر من السحر من خلال هذه الفئة، ولذلك ينبغي أن تعالج هذه المشكلة من عدة وجوه: أولاً: يجب على المسلم ألا يستقدم خادم ولا خادمة إلا عند الضرورة القصوى وليتق الله عز وجل.

ثانياً: إذا ابتلي بالخادمة فعليه أن يحتاط باختيار النوع والديانة ولو تعب في ذلك.

ثالثاً: ينبغي أن يحرص على أن يرعى الخادم والخادمة التي عنده بتفقيههم في دين الله عز وجل، لاسيما وقد تيسرت عندنا وسائل تفقيه القادمين بأي لغة، من خلال المكاتب التعاونية، فإذا ابتليت الأسرة بخادم أو خادمة أو سائق فينبغي لها لأول وهلة أن تتصل بمكتب التعاون الأقرب، ويقولون: عندنا خادم أو خادمة لغته كذا نحتاج أن تعينونا في تفقيهه في دين الله عز وجل وفي تعليمه أصول دينه، وهذا أمر ميسور، وهو يدرأ كثيراً من الشر؛ لأن هؤلاء الذين يأتون أغلبهم جهلة، وربما أغلبهم يظن أن السحر مشروع، هكذا يعتقد ويظن، فلو علم أن السحر غير مشروع وهو مسلم فربما تركه وتورع عنه، وغير ذلك من الأسباب.

ثم ينبغي أن نحرص على العدل بهؤلاء وعدم الظلم لهم؛ لأن كثيراً من الذين يستقدمون العمالة يظلمونهم، والظلم يؤدي إلى ردود الفعل والانتقام للنفس بوسيلة مشروعة أو غير مشروعة، فمن هنا أظن أن أكثر الذين أصيبوا بمثل هذه المصائب من جراء الخدم يتحملون جزءاً كبيراً من مسئولية ذلك، أولاً: باستقدامهم لهؤلاء الخدم، ثم لإهمالهم لهم، ثم لما يقع منهم من ظلم أو حيف أو تقصير يضر بالخادم فيكيد، وهذا يزيد مشكلة السحر والشعوذة تعقيداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015