أيضاً هناك بعض الأفكار التي راجت عند العقلانيين وهي من آثار المستشرقين، وهي وصف أهل السنة بأنهم المجتمع المتزمت، المجتمع المحافظ الذي تصلّب على أحكام وتقاليد وعادات، وغير قابل للتطور، ولا يصلح أن يعيش القرن العشرين بين المجتمعات الحديثة، وبالمقابل الذي يروجه الآن الحداثيون والعلمانيون تبعاً للمستشرقين دعوى أن الفرق القديمة التي ظهرت في الإسلام كالمعتزلة والجهمية يمثّلون حرية الفكر، فهم الفرق المتحررة المتنورة التي استطاعت أن تخرج عن السمت الذي عليه السلف، ويرون أن المنهج الصحيح هو منهج هذه الفرق.
هذه دعوى من أخطر الدعاوى على المسلمين، والتي بدأت تظهر حتى بين بعض الدعاة، الآن هناك دعاة ليسوا في بلادنا بحمد الله لكن في البلاد الإسلامية الأخرى يتبنون اتجاه الاعتزال؛ لأنهم يرون أن المعتزلة هم أصحاب الحرية الفكرية، وسمعتم طرفاً من أقوالهم والمعتزلة عقلانيون يأخذون الدين كله بعقولهم، لا يعوّلون على التسليم لله تعالى ولا التسليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الأخذ بالنصوص.