بالعلم ترد البدع والشبهات

إن النجاة لن تكون إلا بالعلم، والاحتفاظ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا بالبصيرة ولن يعبد الله حق العبادة إلا بالتعلم، فعلى المرء ألا يبخل على نفسه بطلب العلم، وألا يضيع مجالس العلم، لا سيما إذا كان أهل العلم الذين يتعلم على أيديهم قد أخذوا العلم عن العلماء وليس عن الصحفيين، فلو أخذ الإنسان العلم من صحفي فلن يرى خيراً.

وقد وضع العلماء ضوابط لمن يؤخذ منه العلم فقالوا: لا بد أن يؤخذ العلم ممن لا يتبع هواه، وإذا روجع في خطأ رجع عنه، كما قال ابن المبارك: إذا رأيت الرجل يخطئ في الحديث ثم إذا روجع رجع فخذ منه الحديث، فإذا ثبت على ما هو عليه فهو متبع لهواه، وعنده من الكبر ما عنده، فلا يؤخذ منه الحديث.

فلا بد من طلب العلم ونشره بين الناس، يقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125].

وكما أن العلم يحيي القلوب والأبدان، فغياب العلم أو انتشار الجهل يقتل المرء، فكما يقتل القلب فإنه يقتل البدن.

أما أنه يقتل القلب فهذه معلومة؛ لأن ظلمة الجهل في القلب تجعله يموت ولا يحيى بذكر الله جل في علاه، ولا يتدبر أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ولا يتفكر في عظم قدرة الله جل في علاه، وأما أنه يقتل البدن فهناك دلالات كثيرة على ذلك، منها: أولاً: أن الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً وذهب فاستفتى الراهب، وهذا الراهب كان عابداً زاهداً لكنه لم يكن ذا علم، فأفتاه بفتوى خاطئة لما قال له: إن الله لن يتوب عليك وقد قتلت تسعة وتسعين نفساً، فقتله فأكمل به المائة، أرأيتم الجهل كيف وصل إلى قتل صاحبه بجهله؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015