إن عمر بن الخطاب بعدما تربى على يد رسول الله، وتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل الناس منازلهم، وأن يؤتي كل ذي فضل فضله، طبق هذه القاعدة النبوية العظيمة الجليلة تطبيقاً رائعاً حتى جعل الله الفتح على يديه, فالفتوحات العظيمة كانت على يد عمر بن الخطاب؛ لتطبيقه لهذا الهدي النبوي, فكان يضع كل واحد في مكانه المناسب, حتى أنه ما أنكر عليه تنحية خالد ووضع أبي عبيدة بن الجراح مكانه، وهو من هو في الفضل! وعند موت عمر قال: لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته, كيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)، رضي الله عنه وأرضاه, فكان عمر أيضاً يعرف أقدار الناس، وينزلهم منازلهم.