أهمية معرفة فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، الذي أجرى السحاب في السماء، فأنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها.

ثم أما بعد: يقول ابن مسعود: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد أصفاها وأنقاها وخيرها قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصطفاه الله لرسالته، ونظر بعد ذلك في قلوب العباد فوجد أصفاها وأنقاها وخيرها وأفضلها قلوب أصحابه رضوان الله عليهم فاختارهم وزراء لنبيه)؛ نصرة لدينه ونشراً لدعوته، وهؤلاء هم الأفاضل الأكارم الأماجد، وهم القدوة، وهم السلف، وهم الأسوة.

وابن المبارك كان يقول: إن من السنة تعليم حب أبي بكر وعمر، وسئل ابن المبارك أيضاً: من الجماعة؟ فقال: أبو بكر وعمر.

وعن مالك إمام دار الهجرة أنه قال: كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر.

وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: (حب صحابة رسول الله من السنة).

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)، وما زلنا مع المشاهد الإيمانية والقواعد الربانية ومع هؤلاء القادة السادة، وهؤلاء الأخيار الأماجد الأكارم، مع هؤلاء الأبرار، فهناك مشاهد ربانية إيمانية أودعها الله في قلوب هؤلاء الأخيار، فالإخلاص سر بين الرب وبين العبد لا يعلمه إلا الله جل في علاه، والله يغار، وغيرة الله أن يجعل العبد الشيء في غير موضعه، فمن حكمة الله: أن أودع في قلوب الأخيار الإخلاص له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015