المقدم: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله الأمين، الذي أرسله الله تبارك وتعالى رحمة للعالمين، بشيراً للمؤمنين، ونذيراً للكافرين، وعلى أصحابه الطيبين الطاهرين، ومن سلك سبيلهم، واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن من المصائب التي بليت بها هذه الأمة منذ قرون مضت وإلى يومنا هذا التعصب المذهبي المقيت، وهذا المرض هو الذي أضعف هذه الأمة الواحدة، وفرق صفوفها، إلى أن وصل الحال إلى أسوأ ما وصل إليه من اضطهاد بعض المذاهب لبعض، وقتال بعضهم لبعض، وصلاة المسلمين في المسجد الواحد أربع جماعات متفرقة! كل هذا التفرق، وكل هذا المرض الذي ألم بهذه الأمة، كان سببه التعصب المذهبي المقيت، ولا نجاة لهذه الأمة ولا خلاص لها إلا إذا تمسكت بكتاب ربها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، تطبيقاً لما أمر به النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حينما قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي).
وحول هذا الموضوع وأثر دراسة الحديث في القضاء على هذا المرض العضال يحدثنا شيخنا وضيفنا الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن العباد.
وقبل أن نترك له المجال نود أن نلقي الضوء على جوانب من حياة الشيخ العباد: الشيخ من مواليد شهر رمضان المبارك، عام (1353هـ)، بمدينة الزلفي.
التحق الشيخ حفظه الله بمعهد الرياض العلمي عام (1372هـ)، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض، ثم عين مدرساً في معهد بريدة العلمي في عام (1379هـ)، ثم عين مدرساً بمعهد الرياض العلمي في العام الذي يليه، سنة (1380هـ)، ثم عمل مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام إنشائها سنة (1381هـ)، وكان -حفظه الله- أول من ألقى فيها درساً.
وفي تاريخ (30/ 9/1390هـ) عين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية، ثم عين رئيساً لمركز البحث العلمي في الجامعة الإسلامية، وهو الآن أستاذ مشارك في قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية.
ومن مؤلفات الشيخ الكتب التالية: كتاب (اجتناء الثمر في مصطلح أهل الأثر).
وله كتاب (عشرون حديثاً من صحيح البخاري، دراسة أسانيدها وشرح متونها).
وله كتاب (عشرون حديثاً من صحيح مسلم، دراسة أسانيدها وشرح متونها).
وله كذلك كتاب (من أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم).
وله كتاب: (دراسة حديث: نضر الله امرأً سمع مقالتي رواية ودراية).
وله كتاب: (قبس من هدي الإسلام).
وله كتاب: (عالم الرسل) هذه بعض مؤلفات الشيخ حفظه الله، نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع هذه الأمة بهؤلاء العلماء الأفاضل.