كثير من الناس بحاجة ماسة اليوم أن يقال له: ولا تنس نصيبك من الآخرة، بدلا من أن يكون الأصل ما خلق من أجله الأصل العبودية، ثم يحتاج إلى أن يقال له: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] يعني من الدنيا التي تعينك على تحقيق الهدف، هل عرفنا حقيقة الدنيا مثل ما عرفها سعيد بن المسيب؟ خطبت ابنته من قبل ابن الخليفة جاء الوسيط فقال لسعيد: جاءتك الدنيا بحذافيرها، ابن الخليفة يخطب ابنتك، ماذا كان جوابه؟ جوابه يقول: إذا كانت الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة فماذا ترى يقص لي من هذا الجناح؟ إيش اللي بيوصل سعيد من هذا الجناح؟ ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)) المراد بذلك النافلة خير من الدنيا وما فيها، ركعتان يمكن أداؤهما على ما جاء في الوصف في الحديث بدقيقتين؛ لأن من صفة هذه الصلاة الخفة، حتى قالت عائشة: "ما أدري أقرأ -صلى الله عليه وسلم- الفاتحة أم لا؟ " بدقيقتين تعدل الدنيا وما فيها.
المقصود أن الحاجة داعية وماسة إلى العلماء، بقدر حاجة الإنسان إلى دينه وإلى الفوز برضى الله -جل وعلا-، والنجاة من عذابه -جل وعلا-.