الجواب: على كل حال إذا كان لديك علم من مسألة سئلت عنها وهذه المسألة عندك علم بها بدليلها من الكتاب والسنة فلا تترد في الجواب، إن لم يكن لك بها علم وتعرف قول فلان من أهل العلم، المجرد بدون دليله، فأنت عليك أن تقول أن فلان من أهل العلم يقول: كذا، وتبرأ من عهدتها، أما أن تتبناها وأنت لا تعرف دليلها فلا، فإن كنت تعرف دليل المسألة فأفتي بها بمقتضى الدليل وأنت عالم بها، أما إذا كنت تعرف القول ولا تعرف دليله فأنت مقلد ولست من أهل العلم، إن أفتيته بأن فلاناً من أهل العلم يرى هذا القول فلا مانع من ذلك -إن شاء الله-، وإن أحلته إلى أهل العلم إذا كان في الوقت متسع فهو الأصل.
هذا يقول: سؤال لكن جوابه لا يكفيه مثل هذا الوقت، يقول: مسألة كثر الكلام فيها وأرجو تبيينها العمل هل هو شرط كمال أو شرط صحة، أم نقول أنه ليس بشرط؟ وما الأثر الذي يترتب على ذلك، ولا سيما إن كنا نقول الإيمان قول وعمل واعتقاد؟ وبما يجاب عن قول الحافظ في الفتح: والسلف قالوا: أن العمل شرط في كمال الإيمان؟
الجواب: أقول كلمة شرط كمال تناقض، إيش يعني شرط، يعني أن الأمر لا يصح إلا به، وأيش معنى كمال، أنه قدر زائد على الواجب؛ لأن الأمور إما أن تكون ضرورية أو حاجية أو كمالية تحسينية.
فالضرورية ما لا يكون الأمر إلا به، فلا تقوم الحياة إلا به، الحاجية تثبت معها الحياة لكن مع مشقة، والكمالية هذه معها الحياة بدون مشقة، فالشروط والأركان ضرورية، الواجبات حاجية، السنن كمالية.
فهل العمل سنة في الإيمان، أو واجب أو شرط، فإن قلنا شرط وقلنا كمال صار تناقض بلا شك، الحافظ لما قال هذا الكلام يريد أن يخرج من قول المعتزلة، قول المعتزلة يقولون: شرط صحة، ويريدون بذلك أن من عمل عملاً، أو من ادعى الإيمان وأخل بأي عمل مما أوجب الله عليه -لا سيما من الكبائر- فإنه يسلب منه الإيمان بالكلية فليس بمؤمن.