أهل السنة ما يقولون بهذا، مرتكب بإيمانه، لكنه فاسق بكبيرته، ولا يسلب منه الإيمان بالكلية، نعم جاء مثل قوله: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن ... )) إلى غير ذلك، المقصود أن أهل السنة يجعلون جنس العمل شرط في صحة الإيمان، كما قرر ذلك أهل العلم، الجنس، جنس العمل، لا أنه مفردات هذا العمل، مفردات هذا العمل ليس بشرط لصحة الإيمان كما يقول المعتزلة، والشيخ –الشيخ ابن باز رحمة الله عليه- ما علق على هذه المسألة، ما علق عليها بالذات، ومع ذلك سئل عمن يقول العمل شرط كمال، قال: هذا قول المرجئة، والذي قرره شيخ الإسلام أن جنس العمل شرط، وماذا يعني أننا نقول أن الإيمان قول، واعتقاد، وعمل؟ إلا أنه مركب من الأمور الثلاثة، فالاعتقاد في القلب، يعني قد يعتقد الإنسان لكن ما الذي يدرينا أنه مؤمن؟ القول: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)) ما الذي يصدق هذا القول؟ الذي يصدقه العمل، فالإيمان مركب من الأمور الثلاثة.
والشيخ عبد الرحمن البراك، له تعليقة نفيسة على الطبعة الجديدة في فتح الباري -طبعة دار طيبة-، فليراجع كلام الشيخ.
يقول: من المعلوم أن الشباب أكثر حماساً وعاطفة من غيرهم، فما نصيحتك لهم في هذه الأحداث التي تقاسيها الأمة اليوم في الداخل والخارج؟
الجواب: على كل حال الشباب عليهم أن يلتفوا حول العلماء، ولا بد من ذلك؛ لأنه لو تفرد الشباب ببعض التصرفات وينقصهم الخبرة والحنكة؛ لأنهم ما زالوا شباب –يعني- يحتاجون إلى شيء من الخبرة، والأمور إنما تدرك بالتجارب، والعلماء الكبار أكثر تجربة منهم، وقد يتركون شيئاً أو يرتكبون شيئاً هو في نظر هذا الشاب مخالف لنصوص صحيحة.
نقول مفردات المشايخ، يعني شخص يفتي بشيء يخالف النص اتركه، لكن إذا اتفقوا على شيء وأفتوا به وعندك نص يخالفه ناقشهم، فقد يكون تركهم لهذا الأمر أو ارتكابهم له لنص يعارضه لم تطلع عليه أنت، قد يكون قولهم أو فعلهم هذا للعجز عن فعل ما تطلبه هذا النص.