{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} لا يكترث بكم بأي واد هلكتم، لولا دعاؤكم والدعاء هنا الإيمان، وفي صحيح البخاري دعاؤكم إيمانكم، ويقصد ما جاء في هذه الآية.

فعباد الرحمن لولا دعاؤهم لولا إيمانهم ما اكترث الله بهم ولا عبأ الله بهم بأي واد هلكوا. فهذا فيه حث على لزوم الإيمان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ} [(136) سورة النساء] فالحث على لزومه والاستمرار فيه.

سؤال: يقول: الشاب بين فتن الشهوات والشبهات وبين الجد والإقبال على التحصيل، قد لا يجد المشجع والمرغب، فما هي الوسيلة التي تجعله يقبل على طلب العلم وينتصر على هذه الفتن، وما نصيحتك للمعلمين والمعلمات في هذا الموضوع، حيث يقبل منهم ما لا يقبل من غيرهم؟

الجواب: على المعلمين والمعلمات من المسؤولية الشيء الذي يناسب موقعهم، فقد مكنهم الله -جل وعلا- من شباب المسلمين وشابات المسلمين، مكنهم الله -جل وعلا- من هذا، وبأيديهم من وسائل الضغط والتأثير ما لا يوجد عند غيرهم، يعني تأثير مدرس على مجموعة من الشباب يدرسهم أعظم من تأثير قاضي –مثلاً-؛ لأن هذا بيده -فيما يزعمون- مصيرهم، الدراسة الآن -في عرف كثير من الناس أنها التي- تحدد المصير، تحدد لك المستقبل، هل أنت ناجح ولا فاشل، هذا المدرس إذا استشعر هذا الأمر وعرف أن الطلاب يمتثلون وينصاعون لما يقول ومع ذلك صار حكيماً في طرح المسائل والقضايا النافعة لهؤلاء الشباب سواء كانت مما يزيدهم في الطاعة أو يكفهم عن المعصية، صار لهم من التأثير أكثر من غيره، فتأثير المدرسين أعظم من تأثير الآباء والأمهات، وهذا واقع نشهده ونلمسه، ولو كان الأب عالماً ولو كانت الأم من أهل العلم، لكن من القدم، فأزهد الناس بالعالم أهله وجيرانه، وهذا المدرس بيده التعليم، بيده التصحيح، بيده الدرجات، بيده النتائج، الطلاب ينظرون إلى مثل هذا وحينئذ يؤثر، وإذا كان مؤثراً في هؤلاء الطلاب وسلك السبل الناجعة للتأثير عليهم، فليبشر بالأجر العظيم من الله -جل وعلا-؛ لأن من دل على هدى فله مثل أجر فاعله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015